التاريخ الجيولوجي

 

تحتل دولة الإمارات العربــــــــــية المتحدة زاوية من المنبسط الصخري العربي وهو كتلة صخرية مستقلة لمعظم الخمسمائـــــــــة مليون سنة الماضيــــــــــة، (منذ العصر الكامبرى إلى الآن) يضم المنبسط الصخري العربي بالإضافة إلى شبه الجزيرة العربية بصورتـــــها المعاصرة قاع الخليج العربي الضحل (حيــــث لا يعتبر حوضاً محيطياً حقيقياً) وسلاسل جبال زاغروس في إيران. وكان المنبــــــــــــــــــسط الصخري العربي لمعظم تاريخه جزءاً من القارة الإفريقية العربية حينما كانتا تتصرفان كوحدة جيولوجية واحدة عند الاستجابة للحركات الصفيحية التكتونية  .

 

 

 

   

 ولم يبدأ انفصال شبه الجزيرة العربية عن الصفيحة الإفريقية إلا قبل 25 مليون سنة مع حدوث الانشقاق الأولى للبحر الأحمر. وظلت المنطقة التي تشكل دولة الإمارات في الوقت الحاضر على شكل منطقة ساحلية أو منطقة بحرية ضحلة قريبة من الشاطئ، على أو بالقرب من الحافة الإفريقية العربية لطول الفترة الممتدة من أواسط العصر الكامبرى (بعد فترة قليلة من ظهور.أشكال الأحياء المتحجرة بكمية كبيرة) إلى الآن ويستدل من الترسبات العائدة للعصر الكامبرى التي تتواجد على جانبي الخليج العربي على حدوث انخساف لقارة كبرى في هذه المنطقة مكونة حوضاً محيطياً جديداً، وقد يفسر ذلك موقع الإمارات .على حالة القارة الإفريقية العربية أدت حركة الصفيحة الإفريقية العربية مرتين خلال الدهر القديم إلى مرور شبه الجزيرة العربية بالقرب من القطب الجنوبي (خلال العصر الأردفيشى والعصر الكربونى) ويعتقد بأن الإمارات كانت مغطاة بالثلوج في ذلك الحين. بعدها ظلت منطقة الإمارات واقعة ضمن نطاق خطوط عرض استوائية وشبه استوائية بعد نهاية العصر الباليوزوى. وكانت هذه المنطقة مستقرة نسبياً من الناحية التكتونية بالرغم من تحركها المستمر ولذا اقتصرت العوامل المؤثرة على التاريخ.الجيولوجي للإمارات بصورة رئيسية على تقدم وانحسار البحر وتراكمت المواد المترسبة على الشواطئ والرف القاري المكونين لإقليم الإمارات الحالي على مر الزمان وتظهر على السطح في مناطق محدودة رسوبيات أرضية تجمعت تحت مياه ضحلة تعود إلى ما قبل العصر البرمى. وتتألف هذه الترسبات غالباً من طبقات خفيفة السمك من الطمي ذي الحبيبات الدقيقة، ومن المحتمل تعرض هذه الطبقــــــــــات إلى الفناء جزاء بروزها وتآكــــلها بصـــورة طبقات متسلسلة ثخــــــــينة من Mesozoic متقطعة. وترسبت لاحقاً خلال العصر الميسوزوى

.الصخور الكربونية منها الصخور الجيرية  وصخور الدولومايت  في هذه البحار الاستوائية. وشكلت البحار القديمة العائدة  Mesozoic  والميسوزية Permain  للعصور البرمية في الإمارات جزءاً من محيط يقع في شمال شبه الجزيرة العربية في ذلك الحين ويفصل بين القارة العربية الإفريقية والقارة الآسيواوربية. ويسمى الجيولوجيون هذا المحيط Tethys القديم ببحر تيثيس أو البحر المتوسط القديم الذي كان يوماً ما يمتد من سلسلة جبال ا لهملايا في الشرق إلى منطقة البحر المتوسط الحالية غربا.

 

 

الصحراء

تغطى الصحراء الرملية معظم المساحة السطحية لدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن حدودها المعاصرة الممتدة جنوباً من ساحل الخليج العربى إلى صحراء الربع  الخالى الواسعة المهجورة وشرقاً إلى سهول الحصباء المجاورة لجبال الحجر. وتعد هذه الصحارى ظاهرة حديثة من وجهة النظرالجيولوجية ناتجة عن التآكل والتعرية التى

حدثت على مر العصور فى بيئة جافة   فوق سطح الأرض وتغطى الرمال طبقة رسوبية ثخينة غنية بالنفط تعرف بالمنبسط الصخرى العربى التى تشكل حجر الأساس فى معظم دولة الإمارات العربية المتحدة. ولم تكن هذه الأحجار ظاهرة .على سطح الأرض بل تم إكتشافها من خلال عمليات الحفر والتنقيب وتختلف رمال الصحراء من حيث الشكل والتركيب إذ تتألف غالبية الرمال القريبة من الساحل من مشتقة من الأحجار الأساسية الكربونية والقواقع والشعب المرجانية (CaCo3) مواد كلسية التى تعد من المعادن (SiO2) خلافاً للرمال الداخلية المتألفة فى أغلبها من حبيبات الكوارتز المكونة للأحجار الأكثر شيوعاً وهى مواد مستقرة ناجمة عن التعرية الكيميائية والجوية لمعظم أنواع الأحجار بإستثناء الأحجار الكربونية. وتتضمن حبيبات رمال الصحراء عادة شوائب سطحية .أو حبيبات الكوارتز التى أصابتها عوامل التعرية والمغربلة بصورة كبيرة وتقوم النباتات بتثبيت الرمال فى العديد من المناطق القريبة من الساحل إلا أن هذه النباتات الطبيعية تعرضت مؤخراً لتغييرات نتيجة لرعى الحيوانات الداجنة. وإلى داخل البلاد بعيداًعن الساحل تكون الرمال قاحلة فى الغالب حيث لا توجد الكثير من النباتات التى يمكن زراعتها بنجاح .على الكثبان الرملية المتحركة

 
 
تشكيلات الكثبان الرملية
 

تسيطر جملة من العناصر على عملية تكوين الكثبان الرملية وهى شدة الرياح وإتجاهها ووفرة المواد المترسبة إلا أن تفاصيل هذه العمليات كانت معقدة وصعبة الفهم. ويمكن أن تكون تشكيلات الكثبان الرملية منظمة فى أية منطقة معينة، وكذلك معقدة رغم ذلك  الإنتظام. وتختلف مقاييس الخصائص الشكلية لهذه الكثبان فهناك المرتفعات الرملية العملاقة التي يقاس إمتدادها من مئات الأمتار إلى بضعة كيلومترات أو تلك الكثبان التى تمتد بين بضعة أمتار إلى العشرات من الأمتار أو تلك الحديبات الرملية التى تمتد جزءاً من المتر أو أكثر بقليل. ومن الممكن ملاحظة هذا التدرج .القياسى فى صحارى دولة الإمارات العربية المتحدة بسهولة

وبسبب إختلاف تشكيلات الكثبان الرملية مع إختلاف إتجاه الريح فإن التغيير الموسمى أوالعرضى فى إتجاه الريح يؤدى إلى إدخال عناصر جديدة فى التشكيل العام للكثبان. وتقوم هذه

العناصر بتقوية أو إلغاء مفعول بعضها بعضاً بصورة مشابهة للأمواج البحرية. بالإضافة إلى

ذلك، وبسبب عدم الكثبان الرملية على الحركة والتغيير سريعاً كالأمواج فربما لعبت الحقب

التاريخية الماضية دوراً هاماً فى تشكيل ما نراه اليوم. وبالرغم من إستمرار الريح السائدة حالياً فى دولة الإمارات العربية المتحدة فإن تشكيلات الكثبان الرملية وإتجاهها يختلفان بصورة بارزة من منطقة إلى أخرى. ولغرض محاولة الحصول على نظام مفسر لهذه العمليات المعقدة سعى الجيولوجيون إلى تحديد أنواع أساسية خاصة لأشكال الكثبان الرملية وهناك أمثلة عديدة لهذه الأنواع فى دولة الإمارات العربية المتحدة ولكن تبقى الأنواع الهجينة أو المتوسطة سائدة بين هذه الأشكال. وتعتبر كثبان البرجان من أبسط هذه الأشكال حيث تتكون من كثبان مفردة هلالية الشكل ومحدبة فى إتجاه مهب الريح. كما إنها تنحدر نسبياً فى إتجاه الريح، إلا أنها شديدة الإنحدار فى الإتجاه المعاكس لمهب الريح. وتتكون هذه الكثبان فى المناطق التى يكون فيها الترسب محدوداً، ويمكن مشاهدتها فى كثير من الأحيان فوق سهول الحصباء أو المسطحات الملحية. وقد تساهم فى تشكيل عشرات الحقول المندفعة عبر السطوح. ويمكن تعريف الكثبان العرضية بأنها سلاسل رملية تتشكل فى الإتجاه السائد للرياح. ومعظم الكثبان النشطة التى نشاهدها فى دولة الإمارات من هذا النوع، وتوجد عادة فى صفوف متوازنة مع أغوار طويلة وضيقة فيما بينها. وسوى هذا، فإنها قد تختلف كثيراً. وقد تكون الخطوط العليا مستقيمة نسبياً أو متعرجة أو مستدقة الأطراف، وتكون العناصر المائلة موجودة كالعادة. وشأنها شأن كثبان البرجان، تكون الكثبان العرضية غير متناسقة وتنحدر قليلاً فى إنجاه الريح، إلا أنها شديدة .الإنحدار فى الجانب المعاكس لإتجاه الرياح وفى دولة الإمارات، تكونت كثبان عرضية ضخمة فى واحة ليوا وما حولها، وأيضاً فى منطقة المنادر فى أقصى جنوب شرق البلاد على طول الحدود من سلطنة عمان. ويطلق السكان فى المنطقة إسم "عرق" على السلسلة الرملية. وقد يصل إرتفاع السلاسل الرملية فى كلا المنطقتين إلى أكثر من مائة متر فوق سطح الحوض المجاور، وتتطور تشكيلات صغيرة من الكثبان الفرعية .فوق السلاسل الرملية الرئيسية وبالمقارنة، تشكل الكثبان الرملية الواقعة بالقرب من واحة ليوا نموذجاً ممتازاً للتشكيلة المسماه التى تمتد المرتفعات الرئيسية فيها بشكل متموج وتختلف عن المرتفعات (akle) بالعقلة المجاورة لها بمقدار نصف طول موجة حيث ينقسم القعر بينهما إلى حلقات من الأمواج العريضة تفصلها فجوات ضيقة. وتملأ هذه الفجوات غالباً بترسبات رملية منخفضة مكونة سلسلة متفرقة من الأحواض العريضة المستديرة. ومن الممكن ملاحظة الإختلاف بين تشكيلات الكثبان العارضة .بصورة واضحة .

 

 

 

الكثبان الرملية الطولية  •

وهى كثبان يكون إمتدادها موازياً لإتجاه الريح السائدة مع إنحدار الجانبين. ويعتقد أنها تكونت نتيجة لتدفق الرياح بصورة لولبية على إمتداد القعرات بين الكثبان. وتتواجد هذه الكثبان فى أقصى جنوب غرب البلاد فى مناطق يصعب الوصول إليها كما أنها تمتد لمئات الكيلو مترات إلى .داخل صحراء الربع الخالى

 
 

تأثير تغير المناخ

 

من الممكن متابعة معالم الكثبان الرملية الكبرى فى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أكثر من 10000 سنة ماضية إلى آخر عصر جليدى بما فى ذلك الكثبان العارضة الرئيسية فى ليوا والمنادر والكثبان الأصغر التى أصابها التعرى فى شمال البلاد والكثبان الطولية فى جنوب غرب البلاد. وساهم

التجمد الذى وقع فى مناطق خطوط العرض الشمالية فى تكوين الكثبان الرملية بالإمارات بطريقتين أولهما المساهمة فى كسر عرض المناطق المناخية بين الكتل الجليدية وخط الإستواء مما أدى إلى إشتدادالرياح على النطاق العالمى. وثانيهما التسبب فى إنخفاض مستوى البحر عالمياً مما أدى إلى تفريغ الخليج العربى من المياه وأبرز حجم كبير من المواد المترسبة المتفككة التى شكلت مصدراً للمواد المكونة للكثبان الرملية على السطح. وتتفق فكرة نشوء هذه المعالم الرئيسية للكثبان الرملية خلال العصر الجليدى مع ظاهرة إختلاف إتجاه إمتداد الكثبان مع الريح السائدة فى الوقت الراهن ويبدو أن نظام الريح السائد حالياً يعمل على نقل المواد من الساحل إلى داخل البلاد مؤدياً إلى تغير سطوح هذه التكوينات دون تحريكها أوتغير إتجاهها. ومن الممكن على سبيل المثال ملاحظة ترسبات واسعة من الرمال الشاحب لونها بين أبوظبى وواحة ليوا يكون منظرها شبيهاً بالبحر المتقلب من الكثبان وتمتد تلك الترسبات بإتجاه الشمال الشرقى إلى الجنوب الغربى ويطلق عليها إسم أو مناطق السفر السهل. وتعزى إلى كونها أجواف الهضبات الكبرى (Sarug) السروق القديمة المتعرية. إلا أن المرتفعات العارضة الرئيسية فى مناطق ليوا والمنادر بعيداً عن الساحل ظلت ثابتة ولم تتعرض للتعرية إلى الوقت الحاضر بالرغم من خضوع الكثبان الصغرى على .سطحها لتأثيرات الرياح المعاصرة وتتصف خطوط قمم مرتفعات البرجان والكثبان العارضة بالحدة الشديدة إلا أنها يمكن أن تصبح مسطحة أو مستديرة بعد هطول الأمطار. إن إتجاه الرياح السائدة فى الوقت الحاضر هوالإتجاه الشمال الغربى فى دولة الإمارات العربية المتحدة ويؤدى ذلك إلى إمتداد معظم الكثبان الفعالة من الإتجاه الشمال الشرقى إلى الجنوب الغربى بحيث تكون أوجهها الشديدة الإنحدار مقابلة للجهة .الجنوب الشرقية. إلا أن هنالك إتجاهاً ثانوياً رئيسياً لمهب الرياح وهو الإتجاه الجنوبى الشرقى.

 

 

 

 وعندما تهب الريح من هذا الإتجاه من حين لآخر تتكون قمم معاكسة للكثبان الرملية التى إمتدت أصلاً تحت تأثير الرياح الشمالية الغربية. وتتسبب هذه الظاهرة فى صعوبات بالغة خاصة بالنسبة للسائقين فوق الكثبان. وقد عانت الصحارى فى دولة الإمارات العربية المتحدة من تغييرات فى .معدلات سقوط الأمطار إضافة إلى إختلافات نظم الرياح فى العديد من الأوقات فى السابق ويستدل على ذلك من وجود العديد من تجمعات الرمال خفيفة التماسك ذات اللون الشاحب والطبقات المتعاكسة البارزة عن السطح التى نتج تماسكها عن ترسب مادة كربونات الكالسيوم .وأملاح أخرى مصدرها المياه الجوفية عندما كان مستوى هذه المياه سابقاً أعلى عن ما هوالآن وهناك دلائل أخرى تشير إلى فترات سابقة سقطت فيها الأمطار بمعدلات أعلى من الحاضر منها الطبقات الأرضية التى تحتوى على الكثير من الجزور المتحجرة وجحور الحيوانات الرخوية وبقايا قشور بيض النعام بالإضافة إلى عدد من ترسبات الحصباء المتكونة على شكل تلال .الدالة على آثار أنهار قديمة (mesas) منخفضة ذات قمم مسطحة تسمى بالمسات وتعزى بعض هذه المعالم إلى تناوب ما يسمى بالتغييرات الماطرة والجافة قديماً والتى تم الإستدلال عليها فى أماكن أخرى خارج الإمارات. ومن المعتقد أن هذه الفترات كانت متفقة مع أطوار العصر الجليدى الأخير (العصر الحديث الأقرب) إلا أن حالة الجفاف فى دولة الإمارات .العربية المتحدة كانت سابقة لهذا العصر التركيبة البينونة الواسعة الإنتشـــــــــار إلى Miocene) وتفسر ترسبات العصر المتوسط الحداثة الغرب من أبوظبى (والتى يقدر عمرها بين ستة أو سبعة ملايين سنة) بأنها آثار نظام نهرى رئيسى كان يروى أرضاً عشبية شبه إستوائية وشبه جافة. تحتوى التركيبة البينونة على البقايا المتحجرة للسلالات القديمة للأفيال والخراتيت والخيل والأبقار والسلاحف وحيوانات عديدة فى دولة الإمارات Pliocene أخرى. ومن غير الممكن الإستدلال على العصر الحديث القريب العربية المتحدة. إلا أنها فترة مقرونة بوقوع الجدب وإنقطاع الأمطار فى منطقتى شرق إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط. وساعدت الكثبان الرملية فى إدامة الحياة البشرية فى البيئة الصحراوية وذلك لأن الرمال المسامية تسمح بنفوذ الأمطار وتخزنها فوق حجر الأساس أو القشرة غير النافذة تحت السطح بالإضافة إلى توفير الحماية ضد تبخر هذه المياه. وعندما يرتفع مستوى المياه الجوفية قريباً من السطح يمكن حفر الآبار للإستعمال البشرى والنشاط الزراعى المحدود. وأفضل مثال لذلك فى دولة الإمارات العربية المتحدة  هو واحة ليوا التى كانت تشكل .منتجعاً موسمياً للعديد من العائلات والأسر فى أبوظبى إلى ما قبل إكتشاف النفط  .

 
البيئات السبخية

 السبخة" هى كلمة عربية تطلق على سهول الملح المنخفض التى تغطى سطوحها المياه" بصورة دورية. وهنالك ثلاث أنواع من السبخات التى تتباين فى كيفية تكوينها موجودة جميعها فى دولة الإمارات العربية المتحدة. وأول نوع منها هو السبخات الساحلية التى تتكون على الساحل أو بقربه كما يدل إسمها. وثانيها سبخات البحيرات النهرية التى تتكون نتيجة الصرف السطحى للمياه بواسطة نهيرات فى المناطق المجدبة. وأخيراً السبخات الداخلية أو تلك التى تتكون بين الكثبان الرملية ويوجد هذا النوع من السبخات فى الأحواض المنخفضة فى الصحارى وتشترك جميع السبخات بخصائص معينة. وعلى الرغم من أنها مقصورة على المناطق الحارة القاحلة، إلا أن سطحها يكون دائماً قريباً جداً من المستوى المحلى للمياه الجوفية، أى على عمق متر واحد عادة. وتنجذب المياه الجوفية نحو سطح السبخة بفعل الجاذبية الشعرية وتتبخر حال وصولها بالقرب من السطح نتيجة لتعرضها إلى درجات الحرارة العالية. وتتسبب هذه العملية فى ترسب الأملاح الذائبة فى المياه الجوفية المتبخرة من ضمنها كربونات الجير والجبس التى تترسب على هذا (NaCl) وكلوريد الصوديوم أو ملح الطعام (CaSO4) وكبريتات الكالسيوم .المنوال. وتشكل هذه الأملاح قشرة صلبة غير نافذة تمتد إلى ما يقارب النصف متر تحت السطح ولا تتمكن النباتات من النمو على هذه السطوح بسبب ملوحتها العالية ووجود القشرة الملحية الصلبة الواردة الذكر. وبالإضافة إلى ذلك تمنع هذه القشرة تسرب المياه السطحية إلى التربة مما يؤدى إلى تجمعها عقب سقوط الأمطار. وتتبخر هذه المياه السطحية عقب فترة من الزمن .تاركة طبقة ملحية ناصعة البياض يتميز سطح السبخات بالرسوخ ويكون صالحاً لمرور العربات عليه عندما تكون السبخات يابسة بينما ترتخى سطوخها إلى حد كبير بعد سقوط الأمطار.

 

الجيولوجيا وعلم الحفريات في دولة الإمارات العربية المتحدة

 

:بصفة عامة يمكن تقسيم سطح الإمارات من وجهة نظر جيولوجية إلى ثلاث مناطق وهى

.أ) الجزر الساحلية

ب) المنطقة الداخلية الغربية المسطحة عموماً والممتدة من الحدود الدولية فى السلع حتى طريق دبى والعين تقريباً      

ج) المنطقة الممتدة إلى الغرب من ذلك التى تتضمن منطقة العين والإمارات الشمالية وإمارة الفجيرة    

 

 
 

الجزر الساحلية

 يبدو أن أول مسح جيولوجى قام به أوروبى لمنطقة دولة الإمارات العربية المتحدة كان خلال منتصف القرن الماضى  عندما أبحر الكابتن سى. جى. كونست أبل الضابط الهندى فى البحرية الهندية C.G. Constable  الملكية من بومباى لغرض تثبيت مواقع الجزر الواقعة خارج ساحل أبوظبى ودبى والإمارات الشمالية على الخرائط البحرية. وفى تقاريره المنشورة فى صحيفة بومباىالأسيوية لعامى 1859 و1860م سعى لتمييز الجانب الفارسى من الخليج عن الجانب العربى حيث وصف صخوراً بيضاء كلسية حصباء وجدها فى جزر أبوموسى وصرى،

التى كانت على أغلب الظن Milliolite أسماها بالمليولات  Pleistocene     صخوراً شاطئية من العصر الحديث القريب تشكلت حديثاً من كتل متصلبة من الرمال والقشريات المتماسكة وتحجرت بفعل المواد الكربونية. وقد أذهله وجود مواد إعتقد أنها ناتجة عن البراكين وهى خامات الحديد والجص والملح والكبريت وصخور الديوريت شبيهة بصخور البازلت التى وجدها فى جزر أخرى هى جزر داس وأرزنة ودلمة dioriteوقرنين وصير ونعير. وذكر فى كتاباته أن عينات خامات  الحديد المتعددة الألوان التى حصل عليها فى جزيرة دلمه تعادل فى جمالها أية عينات مشابهة وقع عليها نظرة فى جزيرة ألبا. ثم علق كالأتى "بلاشك هنالك مواقع داخل البلاد تبرز فيها الصخور البركانية فوق سطح الأرض منها صير بنى ياس والمرتفعات القريبة منها (جبل الظنة على الأرجح) الواقعة على إرتفاع قريب ."من مستوى سطح البحر وهى أرض جرداء غير مسكونة على إمتداد البصر بإتجاه الداخل نستطيع أن نعرف الآن أن ما كان يسمى بالصخور والمعادن البركانية التى كان يطلق عليها إسم تشكيلة هرمز يبلغ عمرها ما يقارب 55 مليون عام ولم يكن لها علاقة بالبراكين إنما جلبتها إلى السطح لتشكيل سدادة أملاح. ولسوء الحظ لم يسجل Cambrian أملاح العصر الكمبرى .كونستابل عثوره على أية متحجرات فى هذه الجزر الساحلية  وفى عام 1859 أبحر على طول الساحل إلى الكويت حيث مر مركبه عبر طبقات واسعة من مادة نفطية كان البحارة العرب متأكدين من وجود منابع لهذة المادة فى منطقتهم إلا أنهم لم" يعرفوا كيفية جمع هذه المادة أو إمكانية الإغتناء منها" وبالصدفة كان عام 1859م هو تاريخ .ميلاد الصناعة النفطية الحديثة نتيجة حفر أول بئر إستكشافى فى بنسلفانيا بالولايات المتحدة.

  

المناطق الداخلية الغربية

 

تغطى كثبان الرمال المناطق الشاسعة الواقعة جنوب ساحل الخليج العربى والممتدة إلى صحراء الربع الخالى وخاصة حول منطقة ليوا ولا توجد فى هذه المنطقة سوى قلة من الصخور البارزة .عن السطح حيث تغطى الكثبان الرملية الغالبية العظمى من المعالم الجيولوجية السطحية فيها وتقع معظم هذه الصخور البارزة فى المنطقة الساحلية من أبوظبى الممتدة إلى طريق السلع وفى .المنطقة بين طريف إلى جبل الظنة تسمى بتكوينات البينونة Miocene تبرز صخور فى هذه المنطقة ترجع إلى العصر الميوسينى والشويهات. وبالقرب من السلع تبرز أحجار كربونية بحرية أمام الجرف يبلغ عمرها 16 مليون .سنة وهى شبيهة بالأحجار الكلسية الواقعة فى "تشكيلة الدام" فى المملكة العربية السعودية وتعرف هذه الصخور فى الإمارات بتشكيلة القشران التى ترسبت فى بحر إستوائى ضحل. ويمكن .بصعوبة العثور على متحجرات كالحلزونيات أو المحار ثنائى الصدفات لم تكن محفوظة جيداً

  

أبو ظبي قبل ثمانية مليون عام - مثال للحياة على الأرض في العصر الميوسيني

فيما يلى وصف للبيئة والحياة الطبيعية فى منطقة أبوظبى قبل 8 ملايين عام. وقد تم الإستدلال على معظم معالم هذه الصورة من لمعلومات المتوفرة لنا حالياً من المتحجرات والحفريات المكتشفة بالمنطقة كانت العديد من القنوات التى يبلغ عرض الواحد منها حوالى عشرة أمتارتشكل مجرى نهر عرضه كيلو متراً واحداً تقريباً. وكانت هذه القنوات عميقة تجرى فيها مياه عذبة  صافية سريعة الجريان أحياناً وكان مصدرها المرتفعات الواقعة فى غرب شبه الجزيرة العربية على أغلب الظن. وشكلت هذه المياه بيئة مثالية للأحياء الرخوية ذات الصدفتين التى تعيش فى المياه العذبة وإنتشرت يرقاتها فى أنحاء مجارى الأنهار فى خياشيم أسماك السلور.

 

 

 

العديدة التى كانت تشاركها بيئتها وشكلت ضفاف القنوات، المتألفة من حصى رملية حصل ترسبها على أغلب الظن فى أوقات .فيضان الأنهار خلال فصول الأمطار الموسمية مسكناً للتماسيح التى يصل طولها إلى أربعة أمتار فى هذه البيئة، قام عضل بحفر خندق خلف النهر. وكان العضل منزعجاً فى تلك الليلة بسبب الضجيج الصادر من مجموعة الضباع التى كانت تفترس بقايا حصان قتله سنور فى حجم الفهد قبل سويعات قليلة. وصدر ضجيج مشابه من مجموعة أفراس النهر الجوعى التى كانت مترددة فى الخروج من النهر إلى مراعيها العشبية بين الأشجار. وهنا قررت مجموعة من الفيلة ذات الأنياب الأربعة البقاء بين الأشجار لكون هذه المنطقة حافلة بالأغذية. نعود إلى العضل الذى أصبح الآن منزعجاً وقلقاً وقرر أن يهرب إلى مكان آخر أقل ضوضاء. وحالما ترك مخبأه إختطفه حيوان مفترس يشبه الغرير وطحنه بين فكيه القويين. وظلت جمجمة الفأرة المهشمة ملقاة على الأرض لعدة أيام قام خلالها النمل بأكلها. بعدها قذفت الرياح الشمالية الشرقية الجمجمة فى .مجرى النهر وغطتها الترسبات الطموية والمواد الرسوبية الأخرى بعد ذلك الزمن بكثير أى بعد 8 ملايين إكتشف علماء الحفريات أنياب ذلك العضل فى الصخور وهو مصطلح لاتينى مشتق من Abudhabia baynunesis وأطلق عليه الإسم العلمى الجديد .إسم منطقة بينونة فى أبوظبى التى تم فيها العثور على تلك الأنياب فى عام 1992لم تكن هذه الصورة للحياة فى أبوظبى آنذاك من وحى الخيال، فبالرغم من إستحالة معرفة كل التفاصيل المتعلقة بحيوانات ونباتات العصور الجيولوجية السابقة وطريقة معيشتها فى تلك البيئات إلا أن عناصر هذه الصورة كانت مستندة على دلائل قوية مشتقة من المتحجرات المكتشفة .بالمنطقة ومن خلال كيقية حياة سلالاتها المعاصرة.

  بالرغم من الدراسات الحفرية التىأجريت على صخور ميوسينية فى شرق إفريقيا (خلال العشرينات من هذا القرن) وفى آسيا (فى باكستان خلال الثلاثينات من القرن الماضى) بدت شبه الجزيرة العربية خالية تماماً خلال فترة الإستكشاف المبكرة هذه من أى متحجرات لحيوانات فقرية. تشمل الصفيحة القارية العربية على جميع الأقطار فى شبه الجزيرة العربية بالإضافة إلى الأردن وسوريا وجزء من أرض العراق إلى الغرب من نهر دجلة ولذلك كانت تحتل موقعاً مركزياً من وجهة نظر علم الحفريات بين الأماكن التى تم فيها إكتشاف المتحجرات الفقرية الميوسينية بكثرة فى إفريقيا وآسيا. كانت الفجوة فى المعلومات المتعلقة بالمتحجرات الفقرية فى شبه الجزيرة العربية شاسعة جداً فيما يتعلق بطول الفترة المعنية وإمتداد جغرافية الشرق الأوسط خلال العصر الميوسينى وكان ذلك محبطاً على الأخص حيث أنه كان معروفاً أن شبه الجزيرة العربية كانت جزءاً من إفريقيا ولم تنضم إلى قارة آسيا إلا قبل حوالى 23 مليون عام. وقبل السبعينات لم يعثر على أية دلائل متحجرة على إستعمال الحيوانات الفقرية شبه الجزيرة العربية كممر أرضى لإنتشارها بين القارات. ففى عام 1974 إكتشف علماء حفريات تابعون لمتحف التاريخ الطبيعى بلندن (الذى كان يسمى آنذاك المتحف البريطانى للتاريخ الطبيعى) مجموعة كاملة من متحجرات الحيوانات الفقرية فى المنطقةالشرقية من المملكة العربية السعودية، يعود تاريخها إلى قبل 16 مليون سنة. وأدى هذا الإكتشاف إلى إجراء أبحاث أخرى على إمتداد الساحل .الشرقى لشبه الجزيرة العربية  وهو عالم حفريات تابع لمتحف التاريخ الطبيعى بلندن بزيارة  (P.J.W) وفى عام 1979 قام جبل الظنة فى المنطقة الغربية لأبوظبى وإكتشف خلال الزيارة أسنان حصان متحجرة فى صخو ر  رملية بالية. يعود تاريخ الأسنان هذه لأول أنواع الخيول المتحجرة المكتشفة فى شبه الجزيرة المنقرض الذى كان حجمه يوازى حجم الفرس الصغير وكان له Hipparion العربية وهو نوع ثلاث أظلاف فى كل من أقدامه الأربعة وكان من المعروف أن هذه الخيول لم توجد فى العالم القديم ..قبل 11 مليون سنة .

 

 

بيد أن الخرائط الجيولوجية للمنطقة الغربية أشارت إلى أن تلك الصخور كانت توازى آنذاك صخوراً من المملكة العربية السعودية، سبق وصفها. وقد دحضت أحافير الخيول الدليل الذى ورد فى الخرائط الجيولوجية وأظهر بالتالى أن أبوظبى كان لديها السجل الوحيد المعروف للصخور .الأحفورية فى العصر الميوسينى المتأخر فى شبه الجزيرة العربية برمتها ولم تحظ هذه الإكتشافات إلا بإهتمام قليل من جيولوجى شركات النفط إذ لم يكن لها مردود إقتصادى ملموس ولكن فوائدها كانت ولا تزال كثيرة للمجالات العلمية والتراثية والحضارية فى الإمارات. وتشكل عقب ذلك فريق دولى من علماء الحفريات والجيولوجيا المختصين بإشراف متحف التاريخ الطبيعى وجامعة يال الأمريكية وحاز هذا المشروع على دعم شركة (أدكو النفطية. وكانت أهداف المشروع بالإضافة إلى جمع المتحجرات وتصنيفها وإكتشاف  مواقع جديدة للمتحجرات، جمع عينات الصخور لإجراء التحاليل عليها وقياس كثافتها وتدوين أنواع الصخور المكشوفة لمحاولة إكتشاف أعمار الصخور وتسمية التسلسلات الجيولوجية المختلفة. وإشترك 35 عالماً فى مشروع البحث هذا خلال السنين الماضية وتم خلالها مسح 200 كيلو متر مربع من مجموع الأراضى المقصود مسحها والتى تبلغ مساحتها  10000 كيلو متر مربع تحققت عدة نتائج لهذا المشروع منها  تصنيف الصخور الميوسينية إلى تشكيلتين  هما تشكيلة البينونة وتشكيلة الشويهات وسميت على أسماء المناطق التى وضح بروز الصخور فيها. ويكون مستوى تشكيلة  الشويهات قريباً من مستوى سطح البحر فى بعض أجزائها الساحلية المكشوفة وتتكون بصورة رئيسية من الرواسب الرملية الريحية المتحجرة. ولا توجد فى هذه الصخور أية متحجرات تساعد فى تقدير عمرها، ولكن إعتقد العلماء أن عمرها كان نفس عمر صخور مشابهة عثر عليها فى المملكة العربية السعودية بعد إجراء دراسات طبقات صخرية دقيقة عليها، أى أن عمرها 14 مليون سنة. وأكدت أدلة أخرى عمر هذه الصخور المذكورة مع مجال للخطأ قدره بضعة ملايين سنة وكانت مشتقة من التحليل المفصل للأثار التى تركها المجال المغناصيسى الأرضى على المعادن الحديدية فى هذه الصخور الرملية. وبعد تكون الصخور الرملية فى تشكيلة الشويهات نشأ فى المنطقة مجرى نهر ربما كان إمتداداً لدلتا نهرى دجلة والفرات فى الجزء الجنوبى للخليج العربى ولكن كان من المحتمل أن هذا النهر نبع من المنطقة الغربية الداخلية فى شبه الجزيرة ومر فى خور واقع فى منطقة سبخة مطى .كما تسمى اليوم وأدى تحول رمال تشكيلة الشويهات الريحية إلى صخور إلى نشوء نظام نهرى إقليمى. وتحتوى تشكيلية بينونة على العديد من المتحجرات حيث تم إكتشاف أربعة أنواع من الحيوانات اللافقرية ونوعين من النباتات وثلاثة أنواع من الأسماك وثمانية أنواع من الزواحف ونوعين من الطيور .وواحد وثلاثين نوعاً من حيوانات اللبونة وكلها أنواع جديدة على الصعيد العلمى وكان من المحتمل وجود أنواع حيوانات متحجرة جديدة أخرى لكن لم يتم العثور على أجزاء مهمة من هياكلها العظمية لتأكيد ذلك التشخيص. ولم يعثر على هيكل عظمى متحجر متكامل إلى الآن حيث تألفت المتحجرات التى تم جمعها (أكثر من 800 عينة مصنفة) بصورة رئيسية من قطع منفصلة من العظام أو الأسنان التى قدتكون ناقصة أحياناً. وتسنى لنا أن نقدر عمر هذه الحيوانات التى عاشت بأبوظبى وتكونت المتحجرات منها بين 6 إلى 8 ملايين سنة وذلك بواسطة مقارنة متحجرات هذه الحيوانات مع غيرها التى تم إكتشافها فى شرق وشمال إفريقيا.

 

البحار القديمة

يطل جبل حفيت على مدينة العين الوارفة الخضرة. وقد تعرضت صخور هذا الجبل إلى عمليات

.طى شديدة أدت إلى توليد تكوين صخرى شبيه بقبة متطاولة تآكل جزؤها الأوسط وتسمى هذه البنية بالطية المحدبة. وتعود صخور جبل حفيت إلى الفترة ما بين العصر الفجرى .الأيوسينى الأدنى) إلى أواسط العصر الضحوى (الأوليغوسينى) أى قبل 50 إلى 30 مليون عام)

 

 

بحر جبل حفيت - قبل 30 مليون عام  

كان ممر تيثيس البحرى يمتد عبر هذا الجزء من الإماراتا ويربط المحيط الهندى بالبحر الأبيض .المتوسط والبحر الذى كان يغطى حينها معظم مساحة شمال إفريقيا والأردن وسوريا والعراق وفى ذلك الوقت شكلت أجزاء من اليونان وتركيا والبلقان مجتمعة جزيرة واحدة بينما كانت أراضى آسيا التى تشكل جنوب غرب إيران فى زمننا الحاضر تقع على بعد يقارب 1000 كيلو متر من ساحل شبه الجزيرة العربية. وشكلت جبال الحجر وأبوظبى ومعظم المنطقة الشمالية للإمارات العربية المتحدة. وترعرعت فى ذلك الزمان الحياء البحرية فى المياه الإستوائية الضحلة .لممر التيثيس والأغوار والأخاديد المتصلة به وكونت الأحياء الدقيقة المجهرية أغلب المتحجرات البحرية التى عثر عليها فى جبل حفيت. وهذه المتحجرات هامة بالنسبة لعمليات التنقيب عن النفط حيث أن وجودها فى الطبقات المختلفة للصخور الجوفية يدل على أعمار هذه الصخور. وشكل إنتشار نوع من هذه المتحجرات المعروفة بالفلسيات على مدى الشرق الأوسط ظاهرة مهمة للباحثين عن النفط حيث كانت صخور الأسمرى .الجيرية التى توجد بها هذه الأحياء وسطاً جيولوجياً مهماً لعمليات التنقيب عن النفط

 

متحجرات جبل حفيت

 

من الممكن العثور على العديد من متحجرات الفلسيات على سفح جبل حفيت القريب من الممر

الجبلى المصطنع الذى يمتد عليه الطريق القادم من مصنع الأسمنت ويبلغ حجم كل منها غطاء

رأس زجاجة المرطبات على وجه التقريب. وتوجد مع هذه المتحجرات بقايا متكسرة من المرجان .النادر وبقايا الأطوم ومخالب السرطانات وفى المناطق الشمالية من الجبل المقابلة لواحة العين إلى الجنوب من طريق خالد بن سلطان تبرز الجوانب المتعرية لطية الجبل المحدبة فى الوادى. وقد ظلت الصخور الجيرية الضخمة الشديدة الصلابة محمية هنا وتميزت بقيام سطوح طبقاتها بزاوية شبه عمودية. ويوجد هنا العديد .من رؤوس المرجان التى يبلغ قطر بعضها 60 سنتمتر .

 

المتحجرات الطباشيرية
 

 قدمت دراسات المتحجرات ودراسات الأوساط الرسوبية التى توجد فيها المتحجرات دلائل قيمة للباحثين عن الثروات النفطية المخفية بين الصخور المدفونة تحت أراضى وبحار دولة الإمارات العربية المتحدة. وتشكل هذه المتحجرات وسائل لتقدير أعمار الصخور ومقارنتها مع أنواع من صخور أخرى شبيهة بها قد تبعد عنها مسافة طويلة حيث كان لكل مجموعة صخور من عمر معين تشكيلة متميزة من المتحجرات خاصة بها

 

 

 وبالإضافة إلى ما سبق، تمكن العلماء من الحصول على معلومات قيمة عن البيئة التى تراكمت بها تلك المترسبات قبل ملايين السنين وذلك عن طريق دراسة ما تحويه تلك المترسبات من المتحجرات ونجح علماء الحفريات التابعين لمتحف التاريخ الطبيعى بلندن فى تصنيف مائتى نوع من أنواع الأحياء البحرية المتحجرة فى صخور "سمسمة" الرسوبية. وكان العديد من مجموعة الأحياء هذه جديداً بالنسبة للمجال العلمى ومن أكثر الأحياء تنوعاً فى العالم فى ذلك العصر. ولم يكن عدد من هذه الأنواع معروفاً فى السابق بينما أثبتت أنواع أخرى وجود صلة وثيقة بين أحياء هذه المنطقة وتلك التى توجد فى مدغشقر (إلى الجنوب) وإيران وباكستان (إلى الشرق) والمملكة (العربية السعودية وليبيا (إلى الغرب نستطيع الآن التعرف بسهولة على العديد من الأحياء القديمة كالسرطانات وقنافذ البحر والأصداف الثنائية الصمامات. وقد إكتشف نوع جديد من الحيوانات الثنائية الصمامات الشبيهة والمرجان ودود البحر، وعثر ((Endocostea (Selenoceramus) semaili بالمحار إسمها كذلك على متحجرات لمجموعة من الحيوانات التى إنقرضت نهائياً فى أواخر العصر الطباشيرى هى الأحياء الأمونية الحرة السباحة المشابهة للثنائية الصمامات وقواقع البحر والتى كان لها .قشرة حلزونية الإلتفاف ولم يكن العثور على متحجرات الأحياء الأمونية شائعاً فى الإمارات لأن هذه الأحياء كانت تفضل المعيشة فى البحار الواسعة ذات المياه العميقة ولا يعثر عليها على الشواطئ إلا على هيئة قواقع .جرفتها المياه مع الرمال. ولعبت هذه الأحياء دوراً مهماً فى تقدير عمر تشكيلة "السمسمة" وهناك نوع آخر من الأحياء البحرية المنقرضة الآن وهى الأحياء الدودية. وهى نوع لمتحجرات من الأحياء الثنائية الصمامات ولها صمام أدنى كبير قرنى الشكل يرتكز على الوسط الرسوبى وصمام أعلى يشبه الخوذة مغطى أحياناً بثقوب صغيرة يترشح من خلالها ماء البحر للقبض على الحيوانات والنباتات المجهرية من أجل التغذى عليها. وعثر علماء حفريات من متحف التاريخ الطبيعى بلندن على نوع من هذه الأحياء فى جبل روضة كان جديداً على الصعيد العلمى سمى.Glabrobournonia arabica

وكثر إنتشار المرجان فى الإمارات على شكل أدغال كثيفة شبيهة بالأعشاب أو على شكل شعب متقطعة أو وحدات منفردة تشابه الأزرار على سطح أرض المحيط. وتوجد مرجانات نخامية كبيرة شكله Diploctenium جداً على حوافى هذه الشعب. ومن أغرب أنواع المرجان نوع إسمه شبيه بالمروحة ويتواجد عادة بإنفراد. وتثبت هذه المرجانات نفسها بأرض البحر بواسطة ساق رفيع ولا تكون قابلة للتحجر عادة بسبب رقة بنيانها، وتعيش هذه الأحياء عادة حول الصخور الموجودة فى أكثر البيئات حماية ووقاية. ويكثر وجود السراطين والروبيان وقنافذ البحر فى هذه الشعب المرجانية. وتنوعت أشكال قنافذ البحر ذات الأطراف الخمسة تنوعاً كبيراً فمنها التى لديها العديد من الأقدام الأنبوبية القوية الإمتصاص التى تعيش فى نطاق تكسر الأمواج أو على أرض البحر الصخرية ومنها أنواع تمتلك عدداً أقل من الأقدام تعيش فى مياه أعمق تحت نطاق الأمواج. وإضافة إلى ذلك توجد أنواع أخرى غير منتظمة تعيش على الرسوبات الشاطئية أو بداخلها وتستمد غذائها من المواد المترسبة فتمرر مقداراً كبيراً عبر أمعائها ممتصة المواد .العضوية منها، أو تستعمل أقداماً أنبوبية مختصة حول فمها لإمتصاص هذه المواد العضوية.وتتحجر أكبر هذه الأحياء فى شواطئ المياة الضحلة تحت نطاق الأمواج ومن بين الخمسة وأربعين نوعاً من قنافذ البحر التى عثر عليها فى تشكيلة "سمسمة"